أكد الكرملين اليوم استعداده للبحث عن تسوية طويلة الأجل للحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن عددًا من قادة الدول أبدوا تفهمًا لنهج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التوصل إلى حل سياسي. يأتي هذا في وقت حرج تشهده الأزمة بعد تدخل مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا أوكرانيا إلى بدء مفاوضات فورية مع روسيا، ما أثار استياء العواصم الأوروبية التي كانت تدفع نحو فرض عقوبات على موسكو.
بحسب دبلوماسيين أوروبيين، تسبب تدخل ترامب في عرقلة جهود منسقة كانت تهدف إلى الضغط على موسكو من خلال عقوبات أمريكية جديدة، كان من الممكن أن تمثل تحوّلًا حاسمًا في الموقف الدولي. وقد دفع ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقبول دعوة بوتين لإجراء محادثات في إسطنبول، تجنبًا لمواجهة مع ترامب قد تكلّفه الدعم العسكري والسياسي الأمريكي.
القمة الرباعية التي جمعت قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا في كييف نهاية الأسبوع كانت تهدف لإبراز وحدة الموقف الأوروبي الداعم لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، واعتبار رفض روسيا لذلك مبررًا كافيًا للضغط على واشنطن لتشديد العقوبات. في الوقت ذاته، أعدّ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام حزمة عقوبات جديدة حظيت بدعم واسع في الكونغرس، لكنها لم تُفعّل بعد بسبب الارتباك السياسي الناتج عن تصريحات ترامب.
وعلى الأرض، تواصل روسيا فرض شروط قاسية تشمل الاعتراف بضمّ أربع مناطق أوكرانية، ووقف الدعم العسكري الغربي لكييف، وفرض حظر دائم على انضمام أوكرانيا إلى الناتو. بينما ترى العواصم الأوروبية أن هذه الشروط تعني تفكيك الدولة الأوكرانية وتُعد غير مقبولة كأساس لأي تسوية عادلة.