أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن فرص توسيع الهجوم العسكري في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة قد تضاءلت، وذلك في ظل التطورات السياسية الأخيرة والضغوط الدولية المتزايدة. يأتي هذا التقييم بعد الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي تم تسليمه إلى الصليب الأحمر في عملية تمت بوساطة أمريكية مباشرة، دون تنسيق مسبق مع الحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، تابع رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ والمستشار الألماني أولاف شولتس عملية إطلاق سراح ألكسندر على الهواء مباشرة، مما يعكس الأهمية السياسية والإعلامية التي أُعطيت لهذه الخطوة.
من جهة أخرى، نشرت حركة حماس أول صورة لتسليم الأسير عيدان ألكسندر، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتعزيز صورتها كجهة فاعلة في المفاوضات الإنسانية.
في السياق ذاته، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن ما جرى خلف الكواليس بخصوص الإفراج عن ألكسندر يختصر هشاشة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في هذه الأيام، أو على الأقل يُظهر أن الأمور لا تُدار دائمًا بتنسيق وثيق. فقد تلقت إسرائيل مؤشرات بشأن التوجه الأميركي منذ يوم الجمعة الماضي، غير أن هذه المؤشرات لم تأتِ من مصادر رسمية، كما أن الولايات المتحدة لم تشارك إسرائيل بنيّتها بهذا الشأن. ولم يحدث التواصل الرسمي إلا صباح الأمس، حين اتصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف برئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وأبلغهما بأن هناك تفاهمات بين الولايات المتحدة وحركة حماس، وطرح الأمر كقرار نهائي لا رجعة فيه.
في غضون ذلك، دعا أكثر من 550 مسؤولًا أمنيًا إسرائيليًا سابقًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى، معتبرين أن الفرصة الحالية قد تكون حاسمة للتوصل إلى اتفاق شامل. شبكة تواصل الإخبارية
وفي السياق ذاته، أفادت القناة 13 العبرية بأن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حث خلال لقاءاته مع نتنياهو والقادة الإسرائيليين على استغلال الفرصة المتاحة للتوصل إلى صفقة، مشيرًا إلى أن الوقت الحالي مناسب لتحقيق تقدم في هذا الملف.
من جهتها، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان استعداده لمفاوضات شاملة تؤدي إلى اتفاق يُنهي الحرب ويُعيد 58 أسيرًا، معتبرين أن هذه فرصة تاريخية لا يجب تفويتها.
وفي تصريحات لافتة، قال رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف، إن نجاح ترامب في إعادة عيدان ألكسندر هو إهانة موجعة لفشل نتنياهو، مما يعكس حالة الغضب والاستياء داخل الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
وفي ظل هذه التطورات، أفادت القناة 13 العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير بأن فرص توسيع الحملة العسكرية في الأيام القادمة تضاءلت، مما يشير إلى تغير في التوجهات الإسرائيلية نحو التركيز على الحلول الدبلوماسية بدلاً من التصعيد العسكري.
وفي هذا السياق، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي من احتمال أن تتجه حماس والولايات المتحدة إلى صفقة منفصلة، مشيرًا إلى ضرورة الانتباه إلى تحركات الطرفين قبيل زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل استعدادات إسرائيلية لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، أُطلق عليها اسم "عربات جدعون"، والتي تهدف إلى تصفية حركة حماس في غزة وتحرير جميع الأسرى الإسرائيليين.